9الذي خصصه وما بعده لبحث الغدير في الشعر :
غير أنَّه يروقنا هاهنا التبسّط في ذلك ، بإيراد الشعر المقول فيه ، مع يسير من مكانة الشاعر وتوغّله في العربيّة ، ليزداد القارئ بصيرةً علىٰ بصيرته .
إلّا أنَّ كلاًّ من أولئك الشعراء الفطاحل - وقلّ في أكثرهم العلماء - معدود من رواة هذا الحديث ، فإنَّ نظمهم إيّاه في شعرهم القصصي ليس من الصور الخياليّة الفارغة ، كما هو المطّرد في كثير من المعاني الشعريّة ، ولدىٰ سواد عظيم من الشعراء ، ألم ترهم في كلِّ وادٍ يهيمون ؟ لكنّ هؤلاء نظموا قصّةً لها خارجٌ ، وأفرغوا ما فيها من كَلِمٍ منثورة أو معانٍ تلكم القوافي المنضّدة في عقودها الذهبيّة من جملة المؤكِّدات لتواتر الحديث .
ومن هنا لم نعتبر في بعض ما أوردناه أن يكون من علّية الشعر ، ولا لاحظنا تناسبه لأوقات نبوغ الشاعر في القوّة ، لما ذكرناه من أنَّ الغاية هي روايته للحديث وفهمه المعنى المقصود منه ، ولن تجد أيَّ فصيح من الشعراء والكتّاب تشابهت ولائد فكرته في القوّة والضعف في جميع أدواره وحالاته .
وقد بدأ العلامة الأميني قدس سره الجزء الثاني من غديره العظيم بذكر ما جاء علىٰ لسان الشعراء ابتداءً بشعراء القرن الأول وأولهم سيدهم وسيد الأولين والآخرين بعد حبيب إله العالمين أمير