9الطبيعة يعود الى سعته الوجودية، اذ كل موجود مجرّد ليس محجوباً عن غيره، و ليس محروما عن شهود غيره. لذلك تخلو الجنة من كل حقد و نزاع: «وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» (الاعراف/ 43)، و تخلو قلوب المؤمنين المعتقدين بما وراء الطبيعة و الملتزمين بمدرسة الوحي الالهي، من كل معاداة و تباغض فيما بينهم: «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ» (الحشر10/).
الهجرة و عاملها
3- الانسان الالهي يهاجرمن الكثرة مستهدفا الوحدة مقتديا بمعمار الكعبة و مؤسس بيت التوحيد ابراهيم الخليل: « إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ» (الصافات99/).
و من اجل تحقيق هذا الهدف السامي يجتاز ذلك الانسان الموانع التي يجمعها الارتباط بعالم الطبيعة، و يتعرّف على الظروف و الملابسات التي يجمعها الارتباط بعالم ماوراء الطبيعة، و عن هذا الطريق يتوصل الى الهدف المنشود.
و الموانع الطبيعية لا تنحصر في أشياء معينة، و لاتقف في وجه افراد معينين، ولا تتحدد بمكان او زمان خاصّين، بل كل ما يبعث على غفلة الانسان عن ذكرالله فهو من تلك الموانع، و تواجه كل انسان في أي سنّ كان أو في أي مقام ولاينجو منها الاّ المخلصون (نفتح اللام) «..لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاّٰ عِبٰادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ» (الحجر -).