38المساجد.
ولاية حرم الأمن الالهي
19- المؤمنون المنضوون تحت ولاية الله و الرافضون لغير ولاية الله لايسمحون لأولياء الشيطان أن يتقلدوا المناصب الحسّاسة، لأن التعاليم الالهية تقضي بأن لايتقد المراكز الدينية المهمة الاّ المتقون الشجعان الواعون. و لأهمية الكعبة و المسجد الحرام صرّح القرآن بشروط تولية هذه البقاع المقدسة كي تودع هذه الأمانة الالهية عند أهلها.
و بشأن ولاية المسجد الحرام يقول سبحانه:
« وَ مٰا لَهُمْ أَلاّٰ يُعَذِّبَهُمُ اللّٰهُ وَ هُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ وَ مٰا كٰانُوا أَوْلِيٰاءَهُ إِنْ أَوْلِيٰاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ » (الانفال - 34).
في هذه الآية الكريمة اشارة الى عزل بل انعزال الفاسدين عن تولية المسجد الحرام و الى تعيين المتقين لهذه السمة لأن الفاسدين منصرفون عن المسجد الحرام و صارفون عنه، وناؤون عنه و ناهون عنه. لكن المتقين متعبدون في المسجد الحرام وداعون اليه. وهذه التولية من حق الله لا من حق الناس، اذ ليست هذه المساجد مثل الأوقاف الخاصة التي يحق للناس أن يولوا من يشاءون فيها. لان المساجد ليست ملكا لأحد، و الوقف فيها يشبه تحرير الرقبة وفك الملك لا مثل تحبيس الاصل و تسبيل الثمرة. والله سبحانه قرر أن تكون التولية للمتقين.
مما تقدم فان تولية الحرم لايمكن أن تكون في احتكار الخونة