37يدل بوضوح على أهمية الشروط المذكورة لمن يعمر مساجد الله.
فأساس تكامل الانسان يتمثل في الأوصاف النفسية كالايمان، لذلك يقول سبحانه:
«أَ جَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ الْحٰاجِّ وَ عِمٰارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جٰاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ لاٰ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّٰهِ وَ اللّٰهُ لاٰ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّٰالِمِينَ» . (التوبة - 19).
ولان الهدف النهائي من تعاليم الدين خلق الأفراد المتصفين بالأوصاف الكمالية لا الا كتفاء بتعليم الأوصاف الكمالية، لذلك لم تقل الآية... كالايمان بالله و اليوم الآخر... وان كان السياق يقتضي ذلك، بل قالت «كمن آمن بالله و اليوم الآخر».
و خلاصة ما مرّ أن الذي يخشى الله و يخشى احدا غير الله، لا يصلح لعمارة المسجد الحرام، ذلك لانه حين تحين ضرورة الدفاع سيملاه الخوف من الحضور في ساحة مواجهة الباطل:
«فَلَمّٰا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتٰالُ إِذٰا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النّٰاسَ كَخَشْيَةِ اللّٰهِ» (النساء - 77).
أما المؤمنون فهم موحدون في الخشية ايضا، ولا يخشون أحدا الا الله حتى ولو تجمعت جحافل الكفر في مواجهتهم:
«اَلَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ النّٰاسُ إِنَّ النّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزٰادَهُمْ إِيمٰاناً وَ قٰالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ» (آل عمران - 173).
و هؤلاء المتصفون بهذه الأوصاف هم المؤهلون لعمارة