36المساجد. فالمسجد ليس بالمكان المقتصر على الصلاة و الدعاء و التعليم و التدريس و الوعظ، بل هو أيضا مركز للتعبئة العسكرية من أجل مواجهة الأخطار، و الدفاع عن الاسلام، انه محور تطبيق قوله سبحانه:
«وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ» (الانفال - 60).
و من هنا فان عمارة مثل هذا المكان لابد أن ينهض بها من: « لا يخافون في الله لومة لائم » .
و كما أن مسؤولية النهوض بالرسالة ملقاة على عاتق الرجال الموحدين الشجعان كذلك مسؤولية عمارة المسجد يتحملها الموحّدون الصامدون: «اَلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسٰالاٰتِ اللّٰهِ وَ يَخْشَوْنَهُ وَ لاٰ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللّٰهَ وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ حَسِيباً» . (الاحزاب - 39).
و من باب تناسب الحكم و الموضوع نستطيع أن نفهم أهمية شرط الشجاعة في تبليغ الرسالة و في عمارة بيوت الله.. من هنا كان لابد لأمناء المساجد و اوليائها و القائمين على أمورها من التحلي بالشجاعة اللازمة التي هي التوحيد في الخشية.. الى جانب الشروط الاخرى.
مما تقدم نفهم أن الاسلام سلب المشركين و المنافقين و الكفار حق عمارة المسجد الحرام.. كما سلبه ايضا ضعاف الايمان و المهزوزين و المتخوفين من الأعداء و المشركين. لان عملية عمارة المسجد الحرام و توليه - ان لم تكن مقرونة بالتوحيد في الخشية - فقد تحدث مشاكل و موانع في طريق التعبئة العسكرية. و استعمال أدوات الحصر «انما» و «الاّ»