87ج - أمّا جمهور متكلّمي الشيعة فلن تجد هذه المزعمة في شيء من مؤلّفاتهم الكلاميَّة، بل فيها نقيض هذه كلّها ودحض شبه الزاعمين خلافهم، ضع يدك علىٰ أيّ من تلك الكتب مخطوطها ومطبوعها، حتّى تأليف هشام نفسه ومَن قصدهم الرجل بالقذف المائن، تجده علىٰ حدَّ ما وصفناه.
وأمّا هشام فأوَّل مَن نسب إليه هذه الفرية الجاحظ 1 عن النظام، ورواها ابن قتيبة في «مختلف الحديث» ص59 والخطّاط في «الإنتصار»، وكلٌّ منهم هو العدوُّ الألدُّ للرَّجل، لا يُؤتمن عليه فيما ينقله ممّا يشوِّه سمعة هشام، فهو لا يزال يتحرّى الوقيعة فيه وفي نظرائه من أيِّ الوسائل كانت صادقةً أو مكذوبةً، والمذاهب والعقائد يجب أن تُؤخذ من أفواه المعتنقين بها، أو من كتبهم الثابتة نسبتها إليهم، أو ممَّن يُؤتمن عليه في نقلها، وهذه النسب المفتعلة لم يتسنَّ لها الحصول علىٰ شيء من الحالة، وإنَّما الحالة فيها كما وصفناها.