61وأخَّر صلى الله عليه و آله عليّاً لنفسه قائلاً له: «والّذي بعثني بالحقِّ ما أخَّرتك إلّا لنفسي، أنت أخي ووارثي، أنت أخي ورفيقي، أنت أخي في الدنيا والآخرة».
بل أقول: عجباً للصلافة التي تحدو الإنسان لأن يقول: لا يصحُّ غير حديث حسبه صحيحاً ويجهل مفاده، أو يعلم ويحبُّ أن يُغري الأُمَّة بالجهل، ثمَّ يعطف علىٰ حديث اعترفت به الأُمَّة جمعاء، وجاء مثبتاً في الصحاح والمسانيد، ويراه باطلاً.
أهكذا حبُّ الشيء يُعمي ويُصمّ؟!
أهكذا خُلق الإنسان ظلوماً جهولاً؟!
هذه الأُخوَّة بالمعنى الخاصّ الثابتة لأمير المؤمنين ممّا يخصّ به عليه السلام ، ولا يدَّعيها بعده إلّاكذّاب علىٰ ما ورد في الصحيح كما يأتي، وكانت مطرَّدة بين الصحابة كلقب يُعرَّف به، تداولته الأندية، وحوته المحاورات، ووقع الحجاج به، وتضمَّنه الشعر السائر، ولو ذهبنا إلىٰ جمع شوارد هذا الباب لجاء منه كتابٌ ضخمٌ، غير أنّا نختار منها نبذاً:
128 - آخىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بين أصحابه، فآخىٰ بين أبي بكر وعمر، وفلان وفلان، فجاءه عليٌّ رضى الله عنه فقال: «آخيت بين أصحابك ولم تُواخِ بيني وبين أحد»، فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله : «أنت أخي في الدّنيا والآخرة».