44يشهدون فاطمة تتحرَّك كالخيال، وئيداً وئيداً بخطوات المحزونة الثكلىٰ، فتقترب من ناحية قبر أبيها .... وشخصت منهم الأنظار وأرهفت الأسماع إليها، وهي ترفع صوتها الرقيق الحزين النبرات، تهتف بمحمَّد الثاوي بقربها، تناديه باكيةً مريرة البكاء:
«يا أبت رسول اللّٰه! ... يا أبت رسول اللّٰه! ...»
فكأنمَّا زلزلت الأرض تحت هذا الجمع الباغي، من رهبة النداء...
وراحت الزهراء، وهي تستقبل المثوىٰ الطاهر، تستنجد بهذا الغائب الحاضر:
«يا أبت رسول اللّٰه! .. ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب، وابن أبي قحافة!؟!».
فما تركت كلماتها إلّاقلوباً صدعها الحزن، وعيوناً جرت دمعاً، ورجالاً ودّوا لو استطاعوا أن يشقّوا مواطئ أقدامهم ليذهبوا في طوايا الثرىٰ مغيَّبين انتهى.
قال الأميني: راجع الإمامة والسياسة 1 ص13، تاريخ الطبري 3 ص198، العقد الفريد 2 : 257، تاريخ أبي الفداء 1 ص165، تأريخ ابن شحنة في حوادث سنة 11، شرح ابن أبي الحديد 1