42تألَّبوا حول داره يهتفون باسمه ويدعونه أن يخرج إليهم ليردوّا عليه تراثه المسلوب... فإذا المسلمون أمام هذا الحدث محالفٌ أو نصيرٌ، وإذا بالمدينة حزبان، وإذا بالوحدة المرجوَّة شقّان أوشكا علىٰ انفصال، ثمَّ لا يعرف غير اللّٰه ما سوف تؤول إليه بعد هذا الحال ... فهلّا كان عليٌّ - كابن عبادة - حريّاً في نظر ابن الخطّاب بالقتل حتّى لا تكون فتنة ولا يكون انقسام؟!.
كان هذا أولى بعنف عمر إلىٰ جانب غيرته علىٰ وحدة الإسلام، وبه تحدَّث الناس ولهجت الألسن كاشفةً عن خلجات خواطر جرت فيها الظنون مجرىٰ اليقين، فما كان لرجل أن يجزم أو يعلم سريرة ابن الخطّاب، ولكنَّهم جميعاً ساروا وراء الخيال، ولهم سندٌ ممّا عرف عن الرجل دائماً من عنف ومن دفعات، ولعلَّ فيهم من سبق بذهنه الحوادث علىٰ متن الاستقراء، فرأىٰ بعين الخيال قبل رأي العيون ثبات عليٍّ أمام وعيد عمر لو تقدَّم هذا منه يطلب رضاءه واقراره لأبي بكر بحقِّه في الخلافة، ولعلّه تمادىٰ قليلاً في تصوُّر نتائج هذا الموقف وتخيّل عقباه، فعاد بنتيجة لازمة لا معدىٰ عنها، هي خروج عمر عن الجادَّة، وأخذه هذا «المخالف» العنيد بالعنف والشدَّة!.
وكذلك سبقت الشائعات خطوات ابن الخطَّاب ذلك النهار، وهو يسير في جمع من صحبه ومعاونيه إلىٰ دار فاطمة، وفي باله أن