8يحبّه حبّاً شديداً .
نشأ صلى الله عليه و آله متحلّياً بفاضل الصفات ومكارم الأخلاق، حتّى اشتهر بالصادق الأمين . وممّا يبيّن خلقه السامي وصف اللّٰه سبحانه له بما لم يصف به أحداً غيره ، ففي الوقت الذي وصف نِعَم الدنيا بقوله : «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّٰهِ لاٰ تُحْصُوهٰا» 1 ، وصفها بقوله : «مَتٰاعٌ قَلِيلٌ» 2 ، وعندما خاطب نبيّنا صلى الله عليه و آله وصفه بقوله : «وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» 3 ، مما يبين عظمته وفضله .
ولمّا بلغ الخامسة والعشرين من عمره الشريف تزوّج باُمّ المؤمنين خديجة الكبرى ، وهي يومئذ من أشرف نساء قريش ، وأكثرهنّ مالاً .
بُعث في الأربعين من سنيّه الميمونة ، في السابع والعشرين من شهر رجب المرّجب ، فبدأ تبليغ رسالته بأهله وعشيرته ، فكان أوّل من آمن به أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام ، واُمّ المؤمنين خديجة . ثمّ صدع بالرسالة بين أرجاء المجتمع الذي سادت عليه قوانين الجاهليّة