45محاصرة شديدة من قبل الدولة العباسية ، فكانت مدّة إمامته خمساً وثلاثين سنة ، عاصر فيها بقيّة ملك المنصور الدوانيقي ، ثمّ ابنه المهدي ، ثم ابنه موسى الهادي ، ثم هارون الملقّب بالرشيد .
له من المناقب والمآثر ما لا يحصى ، فمن ذلك ما روي عنه صلوات اللّٰه عليه قال : «دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي ، فأجلَسني أبي بين يديه وقال : يا بني اكتب :
تَنحَّ عن القبيح ولا تَرِدهُ
ثم قال : أجِزهُ ، فقلتُ :
ومن أوليتَهُ حُسناً فَزِدهُ
ثمّ قال :
ستَلقى مِن عدوّكَ كلّ كيدٍ
فقلت :
إذا كاد العدوُّ فلا تَكِدهُ
قال فقال : «ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ» 1 .
ومما روي في سيرته عليه السلام أنّه رئي يعمل في أرض له وقد استنقعت قدماه في العرق ، فقيل له : أين الرجال ؟