46فقال : قد عمل باليد من هو خير منّي في أرضه ومن أبي .
فقيل : ومن هو ؟ فقال : رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام وآبائي كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين .
ومن قصار ما روي عنه عليه السلام قوله : «
لَيسَ حُسنُ الجِوارِ كَفُّ الأذىٰ ، ولٰكِنَّ حُسنَ الجِوارِ صَبرُكَ عَلَى الأذىٰ» 1 ، وقال عليه السلام : «
المُصيبَةُ لِلصابِرِ واحِدَةٌ ، ولِلجازِعِ اثنَتانِ» 2 ، وقال أيضاً عند قبرٍ حضره : «
إنَّ شَيئاً هذا آخِرُهُ لَحَقيقٌ أن يُزهَدَ في أوَّلِهِ ، وإنَّ شَيئاً هذا أوَّلُهُ لَحَقيقٌ أن يُخافَ آخِرَهُ» 3 .
استشهد عليه السلام مسموماً بعد أن قضى مدّة من عمره الميمون في سجون هارون الرشيد المتعدّدة ، فحين أقبل هارون الرشيد للحجّ وقصد المدينة المنوّرة أمر بالقبض على الإمام وإيداعه السجن ، فقُبض عليه في مسجد جدّه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وفي أثناء الصلاة ، واُودع السجن ، ثمّ نُقل إلى سجن البصرة ، ومنه إلى سجن بغداد ، وكان من أشدّ السجون عليه ، فسُقي السمّ ، فاستشهد في الخامس