15رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كما وصفه النبي صلى الله عليه و آله بقوله : «
أنا مَدينةُ العِلمِ وعَلِيٌّ بابُها» 1 ، والروايات المأثورة عنه نِعم شاهد على ذلك ، حيث روي عنه في شتى العلوم ؛ من التفسير والتأويل ، وبيان الأحكام ، والقضاء بين الناس ، وغير ذلك ، بل إنّ خطبه في التوحيد معروفة ، وقضاياه بين الناس مشهورة ، حتى اشتهر عن عمر بن الخطاب قوله : «لا أبقانِي اللّٰهُ لِمُعضِلَةٍ لَيسَ لَها أبو حَسَنٍ» 2 . بل قال كلمة لم تصدر عن غيره قطّ فكان يتنفّس الصعداء ويقول على المنبر : «
سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ؛ فَإنَّ بَينَ الجَوانِحِ مِنّي عِلماً جَمّاً» 3 . وما اختاره الشريف الرضي في نهج البلاغة من خطبه وكتبه وقصار حكمه خير شاهد لما ذكرناه .
فمن حكمه قوله : «
مَن أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» 4 ، وقال عليه السلام : «
ما أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلّا ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ» 5 ، وقال أيضاً : «
الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ ،