16
وَالفَقرُ فِي الوَطَنِ غُربَةٌ» 1 .
تولّى خلافة المسلمين بعد مضيّ مدّة مديدة من رحيل النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ، وبعد التهاب الأوضاع ، وتراكم المشاكل ، وانثيال الناس عليه بالبيعة ، فتقلّد الاُمور وسار في الناس بالعدل ، وأحيا سيرة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، فواجه من مناوئيه والمتضرّرين بتطبيق العدالة حروباً سياسيّة وإعلاميّة وعسكريّة ، كان في طليعتها حرب الناكثين في الجمل ، والمارقين في صفّين ، والقاسطين في النهروان .
وفي التاسع عشر من شهر ضيافة اللّٰه سنة أربعين غدر به عبد الرحمن بن ملجم المرادي في جامع الكوفة فضربه أثناء صلاة الصبح على رأسه بالسيف ، فخرّ في المحراب صريعاً على وجهه منادياً :
«فزت وربّ الكعبة» 2 . واستشهد في الحادي والعشرين من شهر رمضان ، فساد الحزن والأسى قلوب المؤمنين ، فصلّى اللّٰه عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً .