8غروبها،ناوياً-قبلَ الزَوال أو بعدَه بغير فصل تقريباً:«أقِفُ بعَرَفَةَ لوجوبه قربةً إلى الله».
فإذا غَرَبتِ الشمسُ أفاضَ إلى المشعَر الحرامِ،ووَجَبَ عليه المَبِيتُ به بقيّة تلك الليلةِ،ناوياً:«أبِيتُ بالمشعر لوجوبه قربةً إلى الله»،فإذا أصْبَحَ وجب عليه الكَوْنُ به إلى طلوع الشمس،ناوياً بعد الفجر أو قبله-كما مرّ:«أقِفُ بالمشعر لوجوبه قربةً إلى الله».ولو اقْتَصَرَ على نيّةٍ واحدةٍ حينَ الوصول إليه ليلاً تَشْتَمِلُ على قصد الكَوْنِ به إلى طلوع الشمس كفىٰ.
فإذا طَلَعَتِ الشمسُ أفاض إلى مِنًى،ووجب عليه بها ثلاثةُ أفعالٍ:
[ 1] رَمْيُ جَمْرة العَقَبة بسَبْعِ حَصَياتٍ حَرَميّةٍ أبكارٍ،مُبتدِئاً به عند وصوله إلى مِنىً.
[ 2] ثمّ ذَبْحُ الهَدْي،وهو ثَنيٌّ من النَعَم تامُّ الخِلقةِ سَمينٌ بحيث يكون على كُلْيَتَيْه شَحْمٌ ولو ظنّاً،وتفريقُه ثلاثةَ أجزاءٍ:فيأكُل شيئاً منه،ويُهْدِي ثُلْثَه لبعض إخوانه من المؤمنين،وَيَتَصَدَّق بثُلْثِه على فقيرٍ من فقرائهم.ونيّة الرَمْي:«أرْمِي هذه الجَمْرَةَ بسَبْعِ حَصَياتٍ لوجوبه قربةً إلى الله».ونيّة الذَبْحِ:«أذْبَحُ هذا الهَدْيَ لوجوبه قُربةً إلى الله».
ونيّة الأكلِ والإهداء والصدقة:«آكُلُ من هذا الهَدْي لوجوبه قُربةً إلى الله،أُهْدِي ثُلْثَ هذا الهَدْي لوجوبه قربةً إلى الله،أتَصَدَّقُ بثُلْثِ هذا الهَدْي لوجوبه قربةً إلى الله».
[ 3] فإذا فَرَغَ مِنْ ذلك حَلَقَ رأسَهُ أو قَصَّرَ مِن شَعْره أو ظُفُره-كما مرّ-ناوياً:
«أحْلِقُ رأسي-أو أُقَصِّرُ-لوجوبه قربةً إلى الله».
فإذا فَعَلَ ذلك أحَلَّ مِن كلِّ شيءٍ عدا النساء والطِيْبِ والصَيْدِ،فإذا طاف للحجّ وسَعى حَلَّ له الطِيْبُ،فإذا طافَ للنساء حَلَلْنَ له.
ثمّ يَخْرُجُ إلى مكَّةَ مِنْ يومه إنْ أمكَنَه الرجوعُ قبلَ الغروب،وإلّا فمِنْ غده،أو بعدَ انتصافِ الليل.
فإذا وَصَلَ إلى مكّةَ وجب عليه طوافُ الحجّ وصلاةُ ركعتَيْه ثمّ السعي بينَ الصفا والمروة سبعاً-كما مرّ-ثمّ طوافُ النساء ثمّ صلاةُ ركعتَيْه،وكيفيّاتُها وواجباتُها كما مرّ، إلّا أ نّه يَنْوي طوافَ الحَجِّ وسَعْيَه وطوافَ النِساء،وصفتُه:«أطُوفُ طوافَ الحجّ لوجوبه