21المقدس يوازن بين الفئتين ، ويبيّن الفرقة الحقّة ، والمسار الصحيح ، وأنّ التعبّد المحض هو سبيل النجاة ، وهو مراد اللّٰه سبحانه وتعالى لا الاجتهاد و الرأي و تفسير الأمور وفق الأذواق و الأهواء و الأمزجة والعقائد الموروثة ، فقال تعالى : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذٰا كٰانُوا مَعَهُ عَلىٰ أَمْرٍ جٰامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّٰى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ» 1 ، فقد قرّر القرآن في هذه الآية الكريمة أنّ استئذان النبي صلى الله عليه و آله يساوق الإيمان باللّٰه ، وذلك لِما لهؤلاء المستأذنين من عقيدة راسخة وفهم صحيح لوجوب إطاعة النبي صلى الله عليه و آله والالتزام بما يقوله ويفعله ، بخلاف الآخرين الذين لا يرون هذه الرؤية ويذهبون إلى خلافها ، أو أنّهم يفسّرونها طبق آرائهم واجتهاداتهم .
وغيرها من الآيات المباركة التي تتحدث بهذا الصدد .
المجتهدون في زمان النبي صلى الله عليه و آله
وقد كان للمجتهدين في زمن النبي صلى الله عليه و آله أثر كبير ، بحيث سوّغوا لأنفسهم العمل بأعمال نهى عنها النبي صلى الله عليه و آله أو لم يأمر بها ، وتعدّوا حدودهم فراحوا يعترضون على النبي صلى الله عليه و آله اعتراض ندٍّ قرين ، ويجتهدون أمام النص الصريح .
فمن ذلك ما فعله خالد بن الوليد من الوقيعة ببني جذيمة في السنة الثامنة للهجرة ، حيث بعثه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله داعياً للإسلام ولم يبعثه مقاتلاً ،