36حكومة عثمان - اي في سنة 26 - و رغم هذا الإسلام المتأخّر لمدة مديدة تراه قد تسنَّم مناصب خطيرة في دولة عثمان ، حيث إنّه صيّره حاجبه وكاتبه 1 ، و صار هذا الرجل يصلّي خلف عثمان بن عفّان فإذا أخطأ عثمان فتح عليه 2 ، و ترقّى فصار خاتَمُ عثمان بيده 3 ، و لمّا ثارت ثورة الأقطار ، و خصوصاً المصريين ، قال مروان لحمران : إن هذا الشيخ [يعني عثمان] قد وهن وخرف ، فقم فاكتب إلى ابن أبي سرح أن يضرب أعناق مَن ألّب على عثمان ، ففعلا 4 . ثمّ كان رجوع المصريين لقتل عثمان بسبب هذا الكتاب .
و كان حمران هذا يأخذ الرشوة ، فإن المغيرة بن شعبة لما قدم على عثمان بمال من الكوفة جعل لحمران - حاجب عثمان - جُعْلاً ليخبره بمن يريد عثمان أن يستعمله بدلاً عنه ، ففعل حمران ذلك 5 .
و لمّا رُفع لعثمان أن الوليد بن عقبة شرب الخمر ، أرسل حمرانَ ليتحقق من المسألة ، فرشاه الوليد ، فرجع إلى عثمان و أطرى الوليد و كذّب