67مع أعداء الإسلام، أو محاولة اغتيال النبي(ص) فتمت مواجهتهم وطردهم من المدينة، لكن بعض المعاهدات بقيت سارية المفعول سواء كانت ذات أجل مسمى أم لم تكن ذات أجل مسمى.
إن القرائن والدلائل التي ظهرت من جانب المشركين تدل على أنهم كانوا على استعداد فيما لو استطاعوا أن يوجهوا ضربة قاضية للمسلمين دون أدنى اعتناء بعهودهم، ومن المنطقي أنه إذا رأى الإنسان عدوه يتربص به ويستعد لنقض عهده، ولديه قرائن على ذلك وعلائم واضحة، فمن المنطقي أن ينهض لمواجهته قبل أن يستغفله، ويعلن إلغاء عهده، ويرد عليه بما يستحق.
ومن الجدير ذكره في هذا الباب أن القوانين الدولية المعاصرة لا تعترف بالمعاهدات بين الدول إذا ما تم إقرارها والتوقيع عليها تحت الضغوط والقوة القاهرة.
رابعاً: إن الأديان والعقائد الفاسدة مثل عبادة الأصنام ليست عقيدة ولا فكراً، بل هي خرافة ووهم باطل خطر، فيجب القضاء عليها وإزالتها من المجتمع الإنساني. فإذا كانت قوة عبدة الأصنام وقدرتهم بالغة في الجزيرة العربية آنذاك، فاضطر النبي(ص) بسبب تلك الظروف إلى معاهدتهم ومصالحتهم، فإن ذلك لا يعني أنه لا يحق له إلغاء معاهدته - إذا ما قويت شوكته - وأن ينقض عهده الذي سيعتبر مخالفاً للمنطق والعقل فيما لو استمر عليه. كما أن هذا الحكم مختص بالمشركين، أما أهل الكتاب وسائر الأقوام الذين كانوا في