68أطراف الجزيرة العربية فقد بقيت المعاهدات معهم على حالها ولم ينقض النبي(ص) مواثيقهم وعهودهم حتى وفاته.
إن البراءة في الآية المذكورة أعلاها لا تختصّ بمشركي الجزيرة بل إنها تشمل البراءة من مشركي العالم كله، الموجودين في عصر الرسالة ومن بعدهم إلى يوم القيامة. وهذه الآية تعلن عن أوضح موقف سياسي تجاه المشركين وأعداء الإسلام.
وأما من تمسّك بقوله تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاٰ رَفَثَ وَ لاٰ فُسُوقَ وَ لاٰ جِدٰالَ فِي الْحَجِّ وَ مٰا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّٰهُ وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّٰادِ التَّقْوىٰ وَ اتَّقُونِ يٰا أُولِي الْأَلْبٰابِ 1لتحريم المظاهرات وإعلان البراءة من المشركين، فمردود، لأنّ المشهور عند المفسرين في تفسير هذه الآية أنّ الرفث هو الجماع والفسوق هو جميع المعاصي، والمراد بالجدال هو المراء والمشاجرة والمنازعة 2، هذا ما عند القوم، وأمّا عند أهل البيت(عليهم السلام) فقد فُسّر الجدال المذكور في الآية بقول الرجل: لا والله، وبلى والله 3، وأين هذا من تحريم مطلق الجدال الذي يدعيه القوم، وقد اتخذه الوهابيون دليلاً على حرمة المظاهرات وإظهار البراءة من الكفار والمنافقين في موسم الحج.
ومن هذا المنطلق كان الإمام الخميني(قدس سره) يرى بأن السياسة جزء