45
وَ تَخُونُوا أَمٰانٰاتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 1، فندم أبو لبابة ندماً شديداً، فخرج من حصن بني قريظة وهو يرتجف ويقول: إنّي خنت الله ورسوله، وانطلق على وجهه ولم يأت رسول الله(ص) مع أنه(ص) كان ينتظر رجوعه إليه، فربط نفسه في المسجد بعمود من أعمدته، وقال لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله عليّ ما صنعت، فبلغ النبي(ص) خبره فقال(ص): أما إنه لو جاءني لاستغفرت له، فأما إذ قد فعل فما أنا بالذي اطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه. 2وبقي أبو لبابة مرتبطاً بالعمود، وكانت زوجته أو ابنته تأتيه في مواعيد الصلاة، وتحل رباطه، فيصلّي ثم تعيد الرباط، فما مضى سبعة أيام حتى نزلت توبته في سحَرها، قال تعالى: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 3.
وقد حاول بنو قريظة ان يفاوضوا النبي(ص) حتى وصلوا إلى ان يدفعوا إليه ما يملكون ويتركون حصونها ويخرجون، كما فعل(ص) ببني النضير وقينقاع، غير أن النبي(ص) أجاب: لا، إلاّ أن تنزلوا على حكمي.
وفعلاً نزلوا على حكم رسول الله(ص) ففتحوا الحصون، ودخل علي(ع) في كتيبة خاصة من المسلمين، وجرّدوا بني قريظة من