38يقول تعالى: (B مٰا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ وَ لاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) 1ويقول تعالى: (B وَ لاٰ يَزٰالُونَ يُقٰاتِلُونَكُمْ حَتّٰى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطٰاعُوا ) 2وهذه البراءة الواحدة تجعلهم صفاً واحداً كتلة واحدة،كلما اقتضى الأمر،في مواجهة الأمّة المسلمة،وتكسبهم بذلك حالة الولاء الواحدة،فتكون عندئذ كما قال ربنا: (B بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ) و (B بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ ) .
فالذين كفروا،إذن رغم كلّ الصراع والخلاف المنتشر بينهم أمة واحدة،وأسرة واحدة،وكتلة واحدة في مواجهة الذين آمنوا،ولنقرأ بيان هذه الحقيقة الخطيرة من كتاب الله: (B يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصٰارىٰ أَوْلِيٰاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ ) 3.وفي سورة الأنفال: (B وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ ) .
إذن هناك في التاريخ بيتان،وعلى وجه الأرض (بيتان) و(أسرتان) و(جبهتان) و(انتماءان) انتماء الى الله ورسوله وإلى الذين آمنوا،وهذا هو الانتماء الأول،وله عمق وجذور ضاربة في التاريخ منذ إدريس،ونوح،وإبراهيم
والامتداد الآخر انتماء إلى الذين كفروا،وهذا هو الانتماء الثاني.
وكل منهما (بيت)،تحكمه علاقات البيت الواحد،من حيث الولاء والبراءة.
أيّ البيتين أَقدم؟
إذا عرفنا أنّ هناك بيتين في التاريخ،وعلى وجه الأرض،فإنَّ من الطبيعي أن نتساءل أيّ البيتين أسبق وأَقدم في التاريخ...بيت التوحيد أم بيت الشرك؟