21التركيب البشري الجديد الذي يجده الناس في الحرم،وهو في نفس الوقت من أسبابه وموجباته.
فإنّ الناس إذا شعروا بالأمن،بعضهم من بعض،التقى بعضهم بعضاً في غير حذر،وتعامل بعضهم مع بعض،وتلاقوا،وتآلفوا،وتعاونوا.
فالأمن يُعدّ الناس،ليكونوا أمة واحدة،والأمن يعطي للناس هذه الفرصة التي تتطلبها عملية الانتقال من الحياة الفردية التي يعيشها عامة الناس إلى هذا النمط الجديد الذي يريده الله تعالى لعباده،والذي يرسم (الحرم) نموذجاً لها،كما يصح العكس أيضاً،فإنّ الأمن والإحساس بالأمن هو النتيجة الطبيعية لهذا اللون الجديد من الحياة الاجتماعية،فإنّ الناس عندما يحشرون في الحرم لايختلفون،ولا يتشاجرون،ولا يتفاخرون،ولا يتزايدون،ولايتضاربون.
الحرم رقعة نموذجية لساحة الحياة
و الله تعالى يريد أن يكون وجه الأرض كله آمناً للناس،يعيش الناس بعضهم مع بعض في أمن،ودعة،وسلام،لا يحقد بعضهم على بعض،ولا ينوي أحد لأحد شراً يؤثر بعضهم بعضاً على نفسه،ويجب بعضهم بعضاً.
يقول تعالى في صفة المهاجرين والأنصار في الصدر الأول من هذا الدين...
و لكن الناس يرفضون أن يعيشوا كما يريد الله تعالى لهم.