34لما يتعقّبه من قوله : «لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ» .
وقوله : «لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ» . إتيان الباطل إليه و وروده فيه وصيرورة بعض أجزائه أو جميعها باطلاً بأن يصير ما فيه من المعارف الحقّة أو بعضها غير حقّة أو ما فيه من الأحكام والشرائع وما يلحقها من الأخلاق أو بعضها لغىً لا ينبغي العمل به .
وعليه فالمراد بقوله : «مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ» زماناً الحال والاستقبال أيزمان النزول وما بعده إلى يوم القيامة ، وقيل : المراد بما بين يديه ومن خلفه جميع الجهات كالصباح والمساء كناية عن الزمان كلّه فهو مصون من البطلان من جميع الجهات . . . إلى أن قال : فالآية تجري مجرىٰ قوله : «إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ» . 1فالآية تدلّ على عدم ورود الباطل في القرآن ، وعدم إمكان تبديل الآيات بما هي غير آيات ، فالتحريف من أكمل مصاديق الباطل ، فإذا انتفى ورود الباطل فيه انتفى ورود التحريف في القرآن .
وقال أيضاً :
«إنّ من ضروريات التاريخ أنّ النّبي العربي محمّد صلى الله عليه و آله جاء قبل أربعة عشر قرناً - تقريباً - وادّعى النّبوة وانتهض للدعوة وآمن به أمّة من العرب وغيرهم ، وأنّه جاء بكتاب يسمّيه القرآن وينسبه إلى ربّه