29تساقطهما ، والفرض عدم وجود آية تثبت العصمة لهم جميعاً حتى يصار إلى تأويل تلك الروايات مهما أمكن .
كما أنَّ الروايات قد وردت لنا من قبل أشخاص لا يمكن الطعن عليهم كما لو كانت في الصحيحين أو المسانيد الأخرى بشرط الشيخين ، وهكذا في كل رواية ، ولو كانت من كتاب غير تلك الكتب ، وكانت جامعة لشرائط صحَّة الخبر .
ولو التزم بسقوطها للزم التخلّي عن علم الحديث والرجال ، وبالتالي يجوز لهم أخذ كلّ حديث دون البحث في سنده أصلاً ، وهو كماترى ! .
الموقف الخامس: لايمانع أحدٌ ، بل ممَّا لايُنكَر : أنَّ الرسالة المحمديَّة ، و الهدي النبويّ الشريف هو نعمةٌ عظيمةٌ ، بل هي من أعظم النعم على الصحابة بل على الأمَّة جمعاء ، وكما قال تعالى في آخر الآية المذكورة : ذٰلِكَ فَضْلُ اللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ 1 .
ولكنَّ السؤال الذي يبقى بلاإجابة بعدُ: هل أدّوا حقَّ تلك النعمة ؟ وهل شكروا للّٰهذلك الفضل الذي هم فيه؟ فقد قال تعالى : قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ 2 .
فهل تودَّدوا لذوي القربى أو عَادَوْهُم؟.