15المشيرة إلى أسباب الهجرة توضيحاً لهذا المعنى ، كقوله: «فمن كانت هجرته إلى دنياً يصيبها ، أو إلى امرأة يحبّها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه . .» 1 فهذه العبارة من الرسول صلى الله عليه و آله وإن كانت في مقام بيان الهجرة المطلوبة وهي الهجرة إلى اللّٰه فقط ، لكنَّها تبيّن لنا - من منظور آخر مطلوبيَّة الإيمان بالدين من أوّل عمره إلى آخره ، ولذا فيمكن التشكيك في صحبة مَن آمن بالنبيّ مدَّة حياته وانقلب بعد موته صلى الله عليه و آله وأظهر ما كان مُخفياً له من أمارات النفاق والجحود بالدين وبأوامره ونواهيه .
والأمر المهمّ الذي ندّعيه - كما سيأتي مع أدلته - هو أنَّ الصحبة تمثّلت في الصحابة بصورتين وفي فئتين منهم:
1 - صورة تحكي واقع أولئك الصحابة وهي أنَّهم أطاعوا النبي في كلّ شيء وسلَّموا له في أوامره ونواهيه ، فهؤلاء هم الذين وردت فيهم الآيات المادحة والروايات المعرِّفة لهم بصفات مخصوصة 2 والمبيّنة لمقاماتهم عنداللّٰه عزَّوجلَّ .
2 - صورة تحكي واقعاً مزيَّفاً ، وملبّساً بقناع يخفي وراءه الكثير من الحوادث التي صدرت منهم بعد وفاته صلى الله عليه و آله والتي أخبر