14أنَّه نبي اللّٰه محمّد صلى الله عليه و آله الذي أرسله اللّٰه للخلق كافَّة ، فهو ليس بصحابيّ ، على هذا .
وأمَّا عدم اشتراط الرؤية من قبل الكاتب:
فهو إمَّا لالتفاته لدخول ذلك في لفظ الصحبة ، وإمَّا لإهماله لهذا الشرط .
ولكن لا يخفى أنَّ الاكتفاء في تحقّق الصحبة بكلّ من آمن بالنبيّ ، وإن لم يره - أي مع عدم اشتراط الرؤية - يوسِّع دائرة الصحبة لمثل من آمن به ولو في بلد آخر ، فاشتراط رؤية النبيّ أمرٌ مهمٌّ في ثبوت الاتّصاف بالصحبة ، وإلّا فمن آمن به ولم يره ، أقوامٌ كثيرون يعدّون بالآلاف ، إمَّا لعدم قصدهم لرؤيته ، وإمَّا لتعذر ذلك عليهم ، وإمَّا لتوجّههم لاشتراط رؤيته ، ولكنَّهم لم يُوفَّقُوا لذلك ، كما نقل عن أبي ذؤيب الهذلي حيث رأى النبيّ بعد موته وقبلدفنه 1 فلميعدّ من الصحابة، وإمَّا لعدم كونهم من أهل عصره أصلاً ، كالتابعين ومن تلاهم ، فكلّ من جاء بعد موت النبي صلى الله عليه و آله ممَّن آمن به ينطبق عليه هذا المعنى ، مع عدم صدق الصحبة .
ثمَّ إنَّ اشتراط الإيمان مهمٌّ باعتبار آخر وهو: أنَّ ذلك يُخرج من دخل في الدين خوفاً من السيف ، أو من دخل فيه رغبةً في المال أو الجاه ، وليس إيماناً بالدين ، ولعلّ في بعض الروايات