58«تقلدها نعلا خلقاً قد صلّيت فيه و الإشعار و التقليد بمنزلة التلبيّة» 1و في دلالته أيضاً على التخيير نظر.
كما أن الإستدلال بذلك بصحيح الحلبي قال: «سئلته لم جعلت التلبية فقال: إنّ الله عزّوجلّ أوحى إلى إبراهيم أن أذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كلّ فج عميق فنادى فأجيب من كل وجه يلبّون» 2.
لا يتمّ لأنه بعد ما كان الإشعار و التقليد بمنزلة التلبية لا يدلّ هذا الصحيح على أنّها تكليف مطلق من يحج.
و مثله ما ذكرناه في المسألة السابقة من صحيح معاوية بن عمّار قال (عليه السلام) بعد ذكر التلبيات: «واعلم انَّه لابدّ من التلبيات الأربع الّتي كنّ في أول الكلام و هي الفريضة و هي التوحيد و بها لبّي المرسلون» . 3فانّ الظّاهر أيضاً إنَّه في مقام بيان اصل وجوب التلبية بالإجمال فلا ينافي ذلك قيام غيرها من الإشعار و التقليد مقامه.
و كذا صحيحة معاوية بن وهب و فيها: «تحرمون كما أنتم في محاملكم» 4فإنّه لا يستفاد منه الإطلاق.
ولعله يمكن استفادة ذلك من صحيح معاوية بن عمّار الآخر عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ: (الحجّ أشهر معلومات فمن فرض فيهنّ الحجّ) و