13من الصدق فاعتمد على المخلوق المحتاج ، واتّخذه عماداً في حياته ، وزعم أنّه ينفع ويضرّ مع أنّه ليست له أيّة مقدرة لحفظ نفسه فضلاً عن صيانة عابده ، فأشبه بمن خرّ من السماء فليس له أيّ صائن يصونه من السقوط أو يحفظه من شرور الطيور أو السقوط في مهاوي الأودية .
فنبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله و سلم حسب هذه الآيات ووفقَ ما وَصَلَنا من حياته ، كافح الشرك في العبادة بكل حول وقوة ، وجعله السبيل إلى سائر دعواته ، كما كافح سائر ألوانه وإن كان التركيز على الشرك في العبادة أكثر .
فالمسلم لا يدخل في حظيرة الإسلام إلّابالاعتقاد بهذا الأصل الذي لا يقبل التخصيص ولا التقييد ، فالعبادة بمعناها الحقيقي ، مختصة باللّٰه سبحانه لا تعمّ غيره وإشراك الغير معه ظلم وتعدٍّ على حدود اللّٰه قال سبحانه حاكياً عن أحد عباده الصالحين : «يٰا بُنَيَّ لاٰ تُشْرِكْ بِاللّٰهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ » (لقمان13/) .
فعلى ضوء ذلك فكل عمل في الشريعة الإسلامية يجب أن ينطبق على هذا الأصل ولا يتعدّاه ، حتى لو ورد في حديث ، أو نقل عن إمام شيء يزاحم ذلك الأصل فهو كذب على النبي أو الإمام ، وهو مرفوض يضرب عرض الجدار .
2 - البدعة في الدين
وهناك أصل آخر له الأهمية الخاصة بعد ذلك الأصل وهو حرمة البدعة والتدخّل فيما يرجع إلى الشريعة الإلهية من عند نفسه ، وذلك لأجل حصر التشريع في اللّٰه سبحانه ، وانّه ليس لأحد الدخول في تلك