18كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم يعلم بأنّ المسلمين في تلك الظروفِ الصعبةِ والمتأزمةِ في صدر الإسلام ليس لهم الاستعداد الكافي لكي يتعلّموا مجموعة القوانين والأحكامِ والمعارفِ الدينية بصورة كاملة، أو يسعوا للحفاظ عليها، وأنّ الأحكام الإلهيّة يجب أن تُحفظ في مكان أمين وموثوق به، ولهذا فقد انتخب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب عليه السلام لهذا الغرض، ووضع تحت تصرّفه العلوم الدينيّة تدريجيّاً، وهذا الأمر كان تكليفاً من عند اللّٰه تعالىٰ.
فعن علي بن أبي طالب قال:
«ضمّني رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وقال لي: إنّ اللّٰه أمرني أن أُدنيك ولاأُقصيك وأن تسمع وتعيَ وحقّاً علىٰ اللّٰه أن تسمع وتعيَ، فنزلت هذه الآية «
وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ»» 1.
وروي أنّ ابن عباس قال: لمّا نزلت «وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ» قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم :
«سألت ربّي عزّ وجلّ أن يجعلها أُذن علي» ، قال علي عليه السلام :
«ما سمعت من رسول اللّٰه شيئاً إلّاوحفظته ووعيته ولم أنسَه مَدى الدهر» 2.
عن ابن عباس أنّه قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم :
«لما صرت بين يدي ربّي كلّمني وناجاني، فما علمت شيئاً إلّاعلّمته عليّاً فهو باب علمي» 3.
وقال علي عليه السلام :
«وقد علمتم موضعي من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم