17ويزكّي نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله و سلم في هذا الحديث أيضاً أهل البيت بصفتهم مرجعاً علميّاً، مؤيّداً أقوالهم وأفعالهم بصفتها حجّة للمسلمين.
ويستفاد من الحديث أنّ علىٰ المسلمين أن يتبعوا أهل البيت عليهم السلام ، وأن يعملوا بتعاليمهم، كي لايضلّوا ولايضيعوا، وأنّهم إذا ابتعدوا عنهم فسوف يقعون لا محالة في الضلالة والضّياع.
وهذا موضوع يختلف عن إمامة أهل البيت وولايتهم، وبموجب هذه الأحاديث فإنّ علىٰ المسلمين أن يرجعوا إلىٰ أهل البيت في تعلّمهم الأحكام والتعاليم الدينية حتّىٰ ولو لم يعترفوا بإمامتهم.
علي بن أبي طالب عليه السلام يتلقّى العلوم الرساليّة:
لم يتّخذ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم هذا القرار فجأة وبدون إعداد المقدمات له، بل كان يشعر بضرورة مثل هذا العمل، لذا فقد أعدّ له المقدمات تدريجياً.
كان صلى الله عليه و آله يعلم جيّداً أنّ بقاء وانتشار الإسلام يحتاج إلىٰ مرجع علمي قوي يقوم يتسجيل وحفظ كافّة أحكام وقوانين ومعارف الدّين، ويصونها من أيّ خطأ أو التباس، حتّىٰ يكون بإمكان المسلمين الرجوع إلىٰ هذا المرجع عند الحاجة.