127
3. عبداللّٰه بن عمر وتتبع آثار النبي صلى الله عليه و آله و سلم
قال الشيخ: واما ما نقل عن ابن عمر من تتبع آثار النبي صلى الله عليه و آله و سلم واستلامه المنبر فهذا اجتهاد منه لم يوافقه عليه أبوه ولا غيره من أصحاب النبي، وهم أعلم بهذا الأمر وعملهم موافق لما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة، وقد قطع عمر الشجرة الّتي بويع تحتها النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الحديبية لما بلغه أن بعض الناس يذهبون إليها ويصلون عندها خوفاً من الفتنة بها وسداً للذريعة .
إن كلامه هذا يشتمل على أمرين:
1. إن عبداللّٰه بن عمر هو الوحيد في تتبع آثار النبي صلى الله عليه و آله و سلم والمنبر الّذي جلس عليه وأنّه لم يوافقه عليه أبوه ولاغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم .
2. إن عمر بن الخطاب لمّا بلغه أن بعض الناس يذهبون إلى الشجرة قطعها.
وإليك الكلام في الأمر الأوّل:
يلاحظ عليه أوّلاً: اذاكان التبرك بما مس جسد النبي أمراً مشروعاً وجائزاً ودارجاً بين الصحابة لم يكن عمل ابن عمر خارجاً عن هذه القاعدة حيث كان يقتصّ آثار النبي