8أمّا بقية المساجد والأماكن الأثرية الأخرىٰ فاعتقد أنّ أغلب زوّار هذه المدينة العزيزة إن لم يكن كلّهم لا يعرف أو لم يسمع عن بعضها، مع كثرة زياراته للمدينة المنوّرة.
وكيف تُجهل هذه المساجد والأماكن التي كانت عامرة بنزول الوحي عليه السلام، أو كونها مصلّى أو مقيل أو مبيت النبي صلى الله عليه و آله ؟
فتجوّل زوّارها في ربوعها يعيد إلى أذهانهم الذكريات العطرة، والصور الرائعة للسيرة النبويّة علىٰ هذه الأرض المباركة، ممّا يثلج صدورهم، ويسعد نفوسهم، ويزيد إيمانهم. لذلك رأيت أنّ من الضروري إخراج كتابٍ لينتفع به الزوّار؛ والمنهج الذي اتّبعته فيه هو:
تصوير هذه المساجد والأماكن لسهولة التعرّف عليها أوّلاً، وللحفاظ على صورتها خشية اندثارها ثانياً، ثمّ إيضاح أماكنها، والتعليق عليها.
وقد رتّبتها من حيث القرب والبعد عن مسجد الرسول صلى الله عليه و آله ، مراعياً في ذلك موقعها في اتّجاه واحد، ووضعت خريطة تبيّن أماكنها، وتسلسل أرقامها؛ ليستطيع الزائر الوصول إليها بسهولة ويسر، كما أني حرصت علىٰ ذكر المساجد التي ثبت أنّ النبي صلى الله عليه و آله صلّى فيها، وختمتُ الكتاب بوضع أربعة فهارس له.
راجياً من اللّٰه تعالى العون والسداد والتوفيق لما يحبّه ويرضاه، إنّه نِعم المولى ونِعم النصير.
عبدالرحمن خويلد