6وتؤدي مناسك الحج والعمرة..
فكانت هذه البقعة - حقّاً - بلداً آمناً، لايضره ما فعله الظلمة وما تجرأ عليه المجرمون.. ينبغي أن يبقىٰ بلداً كما تريده السماء، لايسفك فيه دم، ولايظلم فيه أحد، ولايصاد فيه طير، ولايقطع فيه شجر..
ولئن كان الحرم المكي قد تضافرت عليه جهود أنبياء ثلاثة (إبراهيم وإسماعيل ومن ثم رسول اللّٰه محمّد صلى الله عليه و آله و سلم )، حتىٰ صار بالصورة التي استحق بها أن يكون « حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كلّ شيء » كما أراده اللّٰه تعالىٰ. فإن الحرم المدني كان مديناً لرسول اللّٰه محمد وحده، الذي ما إن وطأت قدماه المباركتان تراب يثرب، وما إن ضمّ ترابها جسدَه الشريف حتىٰ صارت حرماً ثانياً تهفوا إليه القلوب والأرواح، وتتسابق إلىٰ زيارته كل الأجيال المتعاقبة منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، فلا ترىٰ حاجاً لمكة أو معتمراً إلا وقد أكمل حجّه أو عمرته بزيارة المدينة المنوّرة حيث المرقد الطاهر المبارك لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وحيث المراقد الطاهرة الأخرىٰ لأهل البيت وللصحابة والشهداء، وحيث المعالم المباركة وآثار الرسالة الخالدة.
وهذا ما سنراه في كتابنا الذي بين أيديكم سائلاً المولىٰ أن يكون ذخراً لي ولوالديّ يوم الدين. والحمد للّٰهربّ العالمين.