31الجلالة .
وإن شئت قلت : إنّه كناية عن الخالق أو المدبّر المتصرّف أو من يقوم بأفعاله وشؤونه ، والمناسب في هذا المقام هو الخالق ، ويلزم من تعدّده ما رتّب عليه في الآية من ذهاب كلّ إلٰه بما خلق واعتلاء بعضهم على بعض .
ولو جعلناه بمعنى المعبود لانتقض البرهان ، ولا يلزم من تعدّده أيّ اختلال في الكون . وأدلّ دليل على ذلك هو المشاهدة ؛ فإنّ في العالم آلهة متعدّدة ، وقد كان في أطراف الكعبة المشرّفة ثلاثمائة وستّون إلٰهاً ومع ذلك لم يقع أيّ فساد أو اختلال في الكون .
فيلزم من يفسّر (الإلٰه) بالمعبود ارتكاب التكلّف بما ذكرناه في الآية المتقدمة .
3 - «قُلْ لَوْ كٰانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمٰا يَقُولُونَ إِذاً لاَبْتَغَوْا إِلىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً» 1فإنّ ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم تعدّد الخالق المدبّر المتصرّف ، أو من بيده أزمّة أُمور الكون أو غير ذلك ممّا يرسمه في ذهننا معنى الإلوهية ، وأمّا تعدّد المعبود فلا يلازم ذلك إلّا بالتكلّف الذي أشرنا إليه فيما سبق .
4 - «إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهٰا وٰارِدُونَ* لَوْ كٰانَ هٰؤُلاٰءِ آلِهَةً مٰا وَرَدُوهٰا » 2والآية تستدلّ بورود الأصنام والأوثان في النار ، على بطلان كونها آلهة؛ إذ لو كانت آلهة ما وردوا النار .
والاستدلال إنّما يتمّ لو فسّرنا الآلهة بما أشرنا إليه ؛ فإنّ خالق العالم أو مدبّره والمتصرّف فيه أو من فوّض إليه أفعال اللّٰه أجلّ من أن يُحكم عليه بالنار وأن يكون حصب جهنم .
وهذا بخلاف ما إذا جعلناه بمعنى المعبود فلا يتمّ البرهان ؛ لأنّ المفروض أنّها كانت معبودات وقد جعلت حصب جهنّم . ولو أمعنت في الآيات التي ورد فيها لفظ