26مقرِّبة ، وليس كلّ مقرِّب عبادة ، فدعوة الفقير إلى الطعام ، والعطف على اليتيم - مثلاً - توجب القرب ، ولكنّها ليست عبادة بمعنى أن يكون الآتي بها عابداً بعمله للّٰه تعالى .
وإذا وقفت على قصور هذه التعاريف هنا نذكر في المقام تعريفين ، كلّ يلازم الآخر .
التعريف الأوّل : العبادة هي الخضوع للشيء بما أنّه إلٰه
إنّ لفظ العبادة من المفاهيم الواضحة ، وربّما يكون ظهور معناها الواضح مانعاً عن التحديد الدقيق لها ، غير أنّه يمكن تحديدها من خلال الإمعان في الموارد التي تستعمل فيها تلك اللفظة ، فقد استعملها القرآن في مورد الموحّدين والمشركين ، وقال سبحانه في الدعوة إلى عبادة نفسه : «وَ لٰكِنْ أَعْبُدُ اللّٰهَ الَّذِي يَتَوَفّٰاكُمْ» 1وقال سبحانه : «قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّٰهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ» 2.
وقال في النهي عن عبادة غيره : «إِنَّمٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ أَوْثٰاناً وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً » 3وقال : «أَ تَعْبُدُونَ مٰا تَنْحِتُونَ» 4، فعلى الباحث أن يقتنصَ معنى العبادة بالدقّة في أفعال العباد ، وعقائدهم من غير فرق بين عبادة الموحّدين وعبادة المشركين فيجعله حدّاً منطقياً للعبادة .
إنّ الإمعان في ذلك المجال يدفعنا إلى القول بأنّ العبادة عندهم عبارة عن الفعل