196 - قال البيضاوي : العبادة أقصى غاية الخضوع والتذلّل ، ومنه الطريق المعبّد؛ أي مذلّل ، وثوب ذو عبدة ، إذا كان في غاية الصفاقة ، ولذلك لا تستعمل إلّا في الخضوع للّٰهتعالى 1 .
وسيأتي أنّ تفسير العبادة بغاية الخضوع ربّما يكون تفسيراً بالأخصّ ؛ إذ لا تشترط في صدقها غاية الخضوع ، ولذلك يعدُّ الخضوع المتعارف الذي يقوم به أبناء الدنيا أمام اللّٰه سبحانه عبادة ، وإن لم يكن بصورة غاية التعظيم ، وربّما يكون تفسيراً بالأعمّ ؛ فإنّ خضوع العاشق لمعشوقه ربّما يبلغ نهايته ولا يكون عبادة .
7 - وقال القرطبي : «نَعْبُدُ» ، معناه نطيع ، والعبادة : الطاعة والتذلّل ، وطريق معبّد إذا كان مذلّلاً للسالكين 2 .
8 - وقال الرازي : العبادة عبارة عن الفعل الذي يؤتى به لغرض تعظيم الغير ، وهو مأخوذ من قولهم : طريق مُعبَّد 3 .
وإذا قصّرنا النظر في تفسير العبادة ، على هذه التعاريف وقلنا بأنّها تعاريف تامّة جامعة للأفراد ومانعة للأغيار ، لزم رَمي الأنبياء والمرسلين ، والشهداء والصدّيقين بالشرك ، وأنّهم - نستعيذ باللّٰه - لم يتخلّصوا من مصائد الشرك ، ولزم ألّا يصحّ تسجيل أحد من الناس في قائمة الموحّدين . وذلك لأنّ هذه التعاريف تفسّر العبادة بأنّها :
1 - إظهار التذلّل .
2 - إظهار الخضوع .
3 - الطاعة والخشوع والخضوع .