27يقرأ زَبوره، إذ أقبلت حمامة من ذهب حتى وقعت في الكوّة، فرفع رأسه فرآها فأعجبته، ثمّ ذكر ما كان قال: لا يشغله شيء عمّا دخل له، فنكّس رأسه، و أقبل على زبوره، فتصوّبت الحمامة للبلاء و الاختبار من الكوّة، فوقعت بين يديه، فتناولها بيده، فاستأخرتْ غير بعيد، فأتبعها، فنهضت إلى الكوّة، فتناولها في الكوّة، فتصوّبت إلى الجُنينة، فأتبعها بصره أين تَقَع، فإذا المرأة جالسة تغتسل، بهيئة اللّٰه أعلم بها في الجمال و الحُسن و الخلق.
فيزعمون أنّها لما رأته نقضت رأسها فوارت به جسدها منه، و اختطفت قلبه، و رجع إلى زبوره و مجلسه، و هي من شأنه، لا يفارق قلبه ذكرها، و تمادى به البلاء، حتى أغزىٰ زوجها، ثمّ أمر صاحب جيشه - فيما يزعم أهل الكتاب - أن يقدّم زوجها للمهالك، حتى أصابه بعض ما أراد به من الهلاك، و لداود تسع و تسعون امرأة، فلمّا أصيب زوجُها خطبها داود، فنكحها، فبعث اللّٰه إليه و هو في محرابه ملَكين يختصمان إليه، مثلاً يضربه له و لصاحبه، فلم يُرَعْ داود إلّا بهما واقفين على رأسه في محرابه، فقال: ما أدخلكما