19البيت مباركاً، فأمرنا اللّٰه باتّخاذها مصلّىً بعد ذلك أبد الدهر و قال: «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى».
و كذلك الشأن في انتشار الشّؤم كما كان من أمر بيوت عاد في الحِجْرِ بعد نزول العذاب عليهم، كما أخبرنا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله عنها عند مروره عليها في غزوة تبوك، و جاء خبره في كتب الحديث و السيرة، و قالوا ما موجزه:
لمّا سار رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلى غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة مرّ بالحِجْر - ديار ثمود بوادي القرىٰ في طريق الشام من المدينة - فنزل قبل أن يمرّ بها، فاستقى الجيش من بئرها، فنادىٰ منادي النبي أن: لا تشربوا من ماء بئرهم، و لا تتوضّئوا منه للصلاة، فجعل الناس يهريقون ما في أسقيتهم و قالوا: يا رسول اللّٰه قد عجنّا، قال: «أعلفوها الإبل خوف أن يصيبَكم مثل ما أصابهم».
و لما ارتحل و مرّ بالحِجْرِ، سجّىٰ ثوبه على وجهه و استحثّ 1راحلته و فعل الجيش كذلك، و قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله :