16و قال الشيطان: لأُزيِّننَّ للناس أعمالهم و لأُغوينّهم أجمعين إلّا عبادك الذين اصطفيتهم لنفسك.
و قال اللّٰه في جوابه: إنّكَ لا سُلطةَ لك إلّا على من اتّبعك من المنهمِكينَ في الغيِّ و الضّلالة، و أخبر تعالى عن شأن عباده المخلَصين في ما حكاه عن خبر يوسف عليه السلام و زليخا، حيث قال: «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا لَوْ لاٰ أَنْ رَأىٰ بُرْهٰانَ رَبِّهِ » في بيت خلا عن كلّ إنسان ما عدا يوسف عليه السلام .
و زليخا عزيزة مصر و مالكة يوسف، همّت أن تنال مأربها من يوسف، و لو لا أنّ يوسف رأى برهان ربّه لهمّ بقتلها و هو السوء، أو همّ بالفحشاء كما هو مقتضىٰ طبيعة الحال التي كان عليها الفتىٰ مكتمل الرجولة غير المتزوّج مع مالكته الفتاة مكتملة الأُنوثة المترفة في بيت خلا من كلّ أحد، و لكنّه رأىٰ برهان ربّه و استعصم، فقد كان ممّن أخلصه اللّٰه لنفسه.
فما هو البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام ؟ و كيف رآه؟
إنّ يوسف عليه السلام رأىٰ آثار العملين على نفسه كالآتي بيانه: