13أنّ الاكتفاء بالسمع في عامة الأُصول مستلزم للدور،و توقّف صحة الدليل على ثبوت المدعى و بالعكس.
إنّ رفض العقل في مجال البرهنة على العقيدةمن قبل بعض الفرقصار سبباً لتغلغل العقائد الخرافية بين كثير من الطوائف الإسلامية،و في ظلّ هذا الأصل،أي إبعاد العقل،دخلت أخبار التجسيم و التشبيه في الصحاح و المسانيد عن طريق الأحبار و الرهبان الذين تظاهروا بالإسلام و أبطنوا اليهودية و النصرانية و خدعوا عقول المسلمين فحشروا عقائدهم الخرافية بين المحدّثين و السذَّج من الناس اغتراراً باسلامهم و صدق لهجتهم.
إنّ من مواهبه سبحانه أنه أنار مصباح العقل في كلّ قرن و زمان ليكون حصناً أمام نفوذ الخرافات و الأوهام،و ليميّز به الانسان الحقَّ عن الباطل فيما له فيه حق القضاء،إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ المرجع الوحيد في العقيدة هو العقل دون الشرع،و إنّما يهدف إلى أنّ اللبنات الأولية لصرح العقيدة الإسلامية تجب أن تكون خاضعة للبرهان،و لا تناقض حكم العقل.
و عند ما تثبت الأُصول الموضوعية في مجال العقيدة و تثبت في ظلها نبوّة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله،يكون كل ما جاء به النبي صلى الله عليه و آله حجة في العقائد و الأحكام،لكن بشرط الاطمئنان بصدورها عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله.
و قد خرجنا في هذه المقدّمة الموجزة بثلاث نتائج:
الأُولى: أنّ العقيدة الإسلامية عقيدة سهلة يمكن اعتناقها بيُسر دون تكلّف.