14و من الواضح أن هذا دليل كافٍ في بطلان ما زعمه من تتلمذه على الشيخ كاشف الغطاء،و حصوله على درجة الاجتهاد منه.
[-رد زعم الكاتب وجود نصوص في الدراسة الحوزوية تستوقفه و تشغل باله]
قال الكاتب:و يَسَّرَ الله تعالى لي الالتحاق بالدراسة و طلب العلم،و خلال سنوات الدراسة كانت تَرِدُ عليّ نصوصٌ تستوقفني،و قضايا تشغل بالي،و حوادث تحيرني،و لكن كنت أَتهم نفسي بسوء الفهم،و قلة الإدراك.
و أقول:هذا الكلام يدل على أن الرجل لا يعرف مناهج الحوزة و لم يدرس فيها،و إلا لعَلِم أن طالب العلم في الحوزة العلمية يقضي شطراً من سنواته الأولى في دراسة النحو و الصرف و البلاغة و المنطق و الفقه غير الاستدلالي،ثمّ يدخل في دراسة علمي الأصول و الفقه الاستدلالي،و هذه كلها لا تحتوي على نصوص تستوقف الطالب،و لا تحتوي على قضايا تشغل باله،لأنها مناهج معروفة،و كل ما فيها من نصوص غيرُ خفي على أي طالب.
و هو يظن أن طالب العلم في الحوزة العلمية يدرس علم الحديث الذي سيفتح عينيه على الأحاديث المنكَرة الضعيفة التي ذكر كثيراً منها في كتابه.
كما أنه يظن أن طالب العلم يدرس علم الرجال أو تاريخ و سير الأئمة عليهم السلام و أمثال هذه العلوم التي تحتوي على أمور ينكرها السني أو لا يحتملها.
و لو كان هذا الكاتب طالب علم حقيقة لَعَلِمَ أن علماء الشيعة قدَّس الله أسرارهم قد بيَّنوا مشكلات الأخبار و أوضحوها،و ميَّزوا غثّها من سمينها،و سليمها من سقيمها،و دفعوا شبهات الخصوم و زيَّفوها،حتى لم يبقَ لخصم حجة،و لا لمخالف على مذهب الحق مغمز.
و بهذا يتضح أنه لا عذر لطالب العلم في الحوزة العلمية أن يصدر منه مثل هذا