18ما نفعله باختيارنا، و قد عرفنا ممّا سبق أنَّ سير الإنسان في حياته لا يشابه سير الذرّة و الكواكب و المجرّات المسخّرات بأمر اللّٰه في كلّ حركاتها و ما يصدر منها من آثار. 
  و لم يفوّض اللّٰه إليه أمر نفسه و كلّ ما سخّر له ليفعل ما يشاء كما يُحبُّ، و كما تهوى نفسه، بل إنّ اللّٰه أرشده بوساطة أنبيائه كيف يؤمن بقلبه بالحقّ، و هداه إلى الصالح النافع في ما يفعله بجوارحه، و الضارِّ منه، فإذا اتبع هدى اللّٰه، و سار على الطريق المستقيم خطوة أخذ اللّٰه بيده و سار به عشر خطوات ثُمَّ جزاه بآثار عمله في الدنيا و الآخرة سبعمائة مرّة أضعاف عمله، و اللّٰه يضاعف لمن يشاء بحكمته و وفق سُنَّتِه. 
  و قلنا في المثل الذي ضربناه في ما سبق، بأنّ اللّٰه أدخلَ الإنسانَ المؤمن و الكافر في هذا العالم في مطعم له من نوع (سلفسرويس )، كما قال سبحانه في سورة الإسراء20/ : 
  « كُلاًّ نُمِدُّ هٰؤُلاٰءِ وَ هَؤُلاٰءِ مِنْ عَطٰاءِ رَبِّكَ وَ مٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ». 
  فلولا إمداد اللّٰه عبيده بكل ما يملكون من طاقات