8وكيف ينافي الإيمان وهذه نصوص كثيرة كما سترىٰ ثابتة عند جميع فرق المسلمين تؤكد بكاء النبي وأهل بيته وصحابته وعموم المسلمين علىٰ أوليائهم وأحبائهم؟
إن البكاء الذي عبّر عنه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بأنه رحمة، وأن العين لتدمع والقلب ليحزن .. ولكن لا نقول ما يغضب الرب .. وهذا النوع من البكاء لا غبار عليه، والشريعة تجيزه وتدعو له، كما أن الذي نستفيده ممّا بأيدينا من أدلة لفظية وسيرة قطعية وأصل عملي، كلّ هذه تقتضي إباحة البكاء بل واستحبابه إن كان على النبي صلى الله عليه و آله أولاً وعلىٰ فقيد ثانياً قد جمعت فيه صفات الفضيلة أو ضحّىٰ بنفسه وأهله وماله في سبيل اللّٰه تعالىٰ حتىٰ يقتدىٰ به.
أمّا البكاء الذي يوافقه الجزع والتذمّر والشكوىٰ والتفوه بكلمات تكشف عن سخط وعدم الرضا بقضاء اللّٰه وقدره وتستبطن بل تظهر الاعتراض علىٰ حكمته تعالىٰ، فهو منهي عنه ولا يختلف فيه إثنان.
وأخيراً نورد نصوصاً كثيرة من السنّة والسيرة، رتبناها بشكل مناسب ضمن فصول، تسهيلاً للقارئ الكريم، تدليلاً علىٰ صحة جواز البكاء، وإبطالاً لشبهات الآخرين.
محمد جواد الطبسي
/18ج1416/1