28
2 -إن عمر بن الخطاب نهىٰ عن البكاء:
وقد يستند أحياناً في عدم مشروعية البكاء على الميت بأن عمر ابن الخطاب نهىٰ عن ذلك، فلو لم يكن البكاءُ منهياً عنه لما نهىٰ عمر عنه!
فنقول، أولاً: هذا النهي غير ثابت، وإن رواه أصحاب الصحاح وغيرهم، ولذلك ان عبد اللّٰه بن عكرمة كان يتعجب من نسبة النهي عن البكاء على الميت إلىٰ عمر وكان يقول: عجباً لقول الناس: ان عمر بن الخطاب نهىٰ عن النوح! لقد بكىٰ علىٰ خالد بن الوليد بمكة والمدينة نساء بني المغيرة سبعاً، يشققن الجيوب ويضربن الوجوه، وأطعموا الطعام تلك الأيام حتىٰ مضت ما ينهاهن عمر 1.
و ثانياً: كيف يكون ذلك من عمر وقد بكىٰ على النعمان بن مقرن 2 وزيد بن الخطاب؟! 3و ثالثاً: كيف يقع ذلك من عمر وقد أمر بالبكاء علىٰ خالد بن الوليد؟
فقد روىٰ ابن ابي شيبة وابن عبد ربه الأَندلسي واللفظ للثاني