25
أُخْرىٰ » 1.
فمن العجيب أن اللّٰه يقول في كتابه «وَ لاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ » ثم يعذب من مات ببكاء أهله أو الآخرين عليه، ولذلك نرىٰ أن عائشة أنكرت ذلك، واستشهدت بهذه الآية ردّاً علىٰ مَن قال: إنّ الميت ليعذب ببكاء أهله عليه قائلة: حسبكم القرآن:
« وَ لاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ » 2.
و ثالثاً: أن هذه الروايات متعارضة ومتكافئة، فعلىٰ فرض صحة إسناد كلّ هذه الروايات، فالقاعدة هنا بعد التعارض التساقط والرجوع إلى الأصل الأولي وهو الإباحة وعدم حرمة البكاء على الميت.
و رابعاً: أنه من المحتمل أن تكون علة نهي النبيِّ عن البكاء على الأموات هي النياحة الباطلة أو الجزع والفزع الخارج عن الحدِّ، أو الأفعال المنهيه كادماء الوجه على الميت.
وهذا الاحتمال أيضاً مردود؛ لأن الآية تصرح بعدم تحمل الميت أوزار الآخرين، فبأي سبب يتحمل الميت أوزار النائحة والقائلة بالباطل؟ ولماذا لا تتحمل أوزارها بنفسها؟