26و خامساً: نفرض أن النبيَّ نهى عن البكاء على الميت بصوت عال - وإن كان هذا الاحتمال مردوداً علىٰ مذهب الشافعي والحنبلي، حيث قالوا: إنه مباح 1 فلماذا لا يجوز البكاء على الميت بصوت خفي وبسيلان الدمع علىٰ فقده.
و سادساً: كلّ هذه الرويات تناقض فعل النبيّ الكريم في كثير من الموارد من بكائه علىٰ ولده وعلىٰ بنته وزوجته، وهكذا علىٰ عمه، وعلىٰ فاطمة بنت أسد، وعلى النجاشي، وعلىٰ غيرهم من خيار الصحابة كما سيوافيك ذلك.
فمن الغريب أنه صلى الله عليه و آله ينهىٰ لساناً ويبكي عيناً ويحزن قلباً.
و أخيراً: المستفاد من قول ابن عباس إن الميت لا يعذب ببكاء الحي 2، إنّ هذا الحديث من الأحاديث المقلوبة.
والعجب ممّن حمل البكاء المحرم علىٰ ما اذا كان بصوت عال وممّن حمل البكاء في: الميت يعذب ببكاء الحي عليه، على النياحة وقال: يحمل على النياحة توفيقاً بين الروايات، مستنِداً بقول النووي حيث يقول: والحديث محمول علىٰ وصية الميت بالنياحة 3.