14وعنه أيضاً عن جابر أن أباه قتل يوم أحد، قال: فجعلت أكشف عن وجهه وأبكي والناس ينهوني، ورسول اللّٰه لا ينهاني، وجعلت عمتي تبكيه، فقال رسول اللّٰه (ص): «لا تبكيه ما زالت الملائكة تظلّه بأجنحتها حتىٰ رفعتموه» 1.
ويمكن أن يقال: أَو لم يكفِ هذا النهي في عدم مشروعية البكاء على الميت؟ قلنا: أولاً لا يكفي؛ لأن في هذين الحديثين كان الناس أو قوم جابر ينهونه عن البكاء لا النبي، ومعلوم أنّ نهي غير النبيِّ لا أثر له في الشريعة المقدسة.
و ثانياً: أنّ في الرواية الثانية تصريح بأن رسول اللّٰه ما كان ينهاه عن البكاء.
و ثالثاً: أن هذا النهي - فلا تبكي - بهذا الشكل لم يعد نهياً تحريمياً في الشريعة؛ لأن هدف الرسول من قوله «فلا تبكي ما زالت الملائكة تظلّه بأجنحتها ...» هو تقليل شدة المصيبة علىٰ أهل العزاء، وبيان قدسيّة الشهيد، لا أنه أراد أن ينهي عن البكاء.
5 -بكاء العترة الطاهرة: