15ومما يدل علىٰ جواز البكاء على الميت بكاء العترة الطاهرة، وسيوافيك في فصل موارد البكاء على النبي وآله والشهداء والصالحين، بأنهم كانوا يبكون على الحسين أشدّ البكاء طيلة حياتهم، بل كانوا يحرّضون الآخرين علىٰ ذلك، وكانوا يبكون أيضاً علىٰ مَن فقد من ذويهم وأصحابهم، خصوصاً الشهداء منهم، كبكاء الحسين بن علي علىٰ ولديه الشهيدين وسائر أهل بيته وأصحابه، وبكائهم علىٰ آبائهم بعد موتهم وعند زيارة قبورهم، وبكاء السيدة فاطمة الزهراء علىٰ أبيها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، بعد وفاته، وبكاء الإمام علي عليه السلام علىٰ محمد بن أبي بكر وعمار وهاشم المرقال وغيرهم، كما وردت بذلك النصوص.
6 - بكاء الصحابة:
ومما يدل أيضاً علىٰ مشروعية البكاء على الميت، وأنه لم يكن بدعة، عمل الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه و آله وبعده من بكاء بعضهم بعضاً عند فقد أحدهم.
فعليه إمّا أن نكذّب كلّ ما جاء في مصادر الحديث والتاريخ حول بكاء الصحابة بعضهم بعضاً، وإمّا أن نوبخّهم علىٰ عملهم هذا لكونه أمراً غير مشروع، وإمّا أن نلتزم بمشروعية البكاء على الميت.
فلقد بكى الإمام علي عليه السلام علىٰ عمار بن ياسر، وبكى الصحابة