230الناس عدلت شهادة الزور الشرك باللّهو زاد في الكشاف مرّتينثمّ قرأ «فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ» الآية يريد أنّه قد جمع في النهي بين عبادة الوثن و شهادة الزور، فقول الزور شهادة الزور، و قيل هو الكذب و البهتان، و قيل: قولهم هذا حلال و هذا حرام و غير ذلك من افترائهم و في الكشاف لمّا حثّ على تعظيم حرماته، و أحمد من يعظّمها أتبعه الأمر باجتناب الأوثان و قول الزور، لأنّ توحيد اللّه و نفي الشركاء عنه و صدق القول أعظم الحرمات و أسبقها خطرا، و جمع الشرك و قول الزور في قران واحد، و ذلك أنّ الشرك من باب الزور، لأنّ المشرك زاعم أنّ الوثن يحقّ له العبادة فكأنّه قال فاجتنبوا عبادة الأوثان الّتي هي رأس الزور، و اجتنبوا قول الزور كلّه لا تقربوا شيئا منه لتماديه في القبح و السماجة، و ما ظنّك بشيء من قبيل عبادة الأوثان، و سمّي الأوثان رجسا و كذلك الخمر و الميسر و الأزلام على طريق التشبيه، يعني أنّكم كما تنفرون بطباعكم عن الرجس و تجتنبونه فعليكم أن تنفروا عن هذه الأشياء، مثل تلك النفرة، و نبّه على هذا المعنى بقوله «رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ فَاجْتَنِبُوهُ» جعل العلّة في اجتنابه أنّه رجس و الرّجس مجتنب، و فهم هذا كلّه لا يخلو عن بعد فافهم، و معلوم دلالتها على ما فيها من الأحكام على كلّ الأقوال، فلا يحتاج إلى التصريح بها.
«وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنٰا 1» أي شرع اللّه لكلّ أمّة «مَنْسَكاً» هديا ينسكونه لوجه اللّه و على وجه القربة، و جعل العلّة في ذلك أن يذكر اسمه بقوله «لِيَذْكُرُوا اِسْمَ اَللّٰهِ عَلىٰ مٰا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ اَلْأَنْعٰامِ» ففيها أيضا دلالة على ذبح الهدي، و ذكر الاسم عليه و كذا في غيرها أيضا.
«وَ اَلْبُدْنَ 2» جمع بدنة و هي الإبل «جَعَلْنٰاهٰا لَكُمْ مِنْ شَعٰائِرِ اَللّٰهِ» من أعلام الشريعة الّتي شرعها اللّه، و إضافتها إلى اسم اللّه تعظيم لها «لَكُمْ فِيهٰا خَيْرٌ» أي منافع الدّنيا و الآخرة لأنّ من احتاج إلى لبنها شربها، و إلى ظهرها ركبها