179و كاسر لأي صنم جاهلى نحت و لأي وثن جاهلى ينحت و دامع لأي باطل بدء او عاد فاذا هو زاهق و شاف لما في الصدور من داء الرياء و الهوى المتبع و الشح المطاع و اعجاب المرء بنفسه.
و ذلك ان تلبية الحج في الجاهلية كانت نداء للشرك و هتافا للوثنية حيث كانوا يلبون لبيك لا شريك لك إلا هو لك تملكه و ما ملك، و يثبتون بذلك للّه سبحانه و تعالى شريكا و ان كان ذلك الشريك أيضا له.
و اما التلبية في الإسلام فيكون ضراعة الى الواحد المحض و صيحة خاطفة على اى شرك جلى او خفى فمعه لا يبقى لغيره تعالى ظهور حتى يلتجى اليه و لا قدرة له حتى يعتصم بها بل هُنٰالِكَ اَلْوَلاٰيَةُ المطلقة لِلّٰهِ اَلْحَقِّ و يتضح بذلك اتضاحا رائعا لمن يشاهد الجهر بهذه التلبية في البيداء و الصياح بها في الساهرة و التداوم عليها كلما علا تلعة او هبط واديا.
و يشهد له ما يستفاد من نصوص اهل البيت ان من استن بسنة جاهلية او تلوث بقذارة المال الحرام ثم لبى، نودى عند التلبية لا لبيك و لا سعديك 1و لذا قال مولانا الكاظم عليه السلام «انا اهل بيت حج صرورتنا و مهور نسائنا و اكفاننا من طهور اموالنا» 2و ما ذلك الا ان تلبية الحج تلبية لبى بها المرسلون في الارض حذاء ما يسبحون به في الطواف حول العرش حسبما تقدم مبسوطا.
و مما يشير الى ما ذكر من كون الحج صيحة على الجاهلية هو ما يعثر عليه المتتبع في نصوص هذا العهد الالهى من نقل ما ورد من تلبية